أساسيات التوجه الذهني
- Maan Bayya
- Dec 21, 2018
- 4 min read
* تأثير التوجه الذهني
التوجه الذهني هو النسخة الراقية لذاتنا الحقيقية , و جذوره داخلية , و لكن ثماره ظاهرة , هو أفضل أصدقائنا , أو هو ألد أعدائنا , و هو أكثر صدقا و اتساق من أقوالنا , و هو النظرة الخارجية القائمة على خبرات الماضي , و هو الشيء الذي يجذب الآخرين إلينا , أو هو الشيء الذي يُنفر الآخرين منا , و هو امين المكتبة لماضينا , و هو المتحدث عن حاضرنا , و هو نبوءة مستقبلنا .
ما هو التوجه الذهني ؟ , و كيف يمكن أن تحدده ؟ , في الواقع التوجه الذهني هو شعور داخلي , و هذا الشعور يتم التعبير عنه , من خلال السلوكيات و التصرفات , من أجل هذا السبب , يمكن معرفة التوجه الذهني , و بدون نطق كلمة واحدة , ألأ نستطيع رؤية شخص عابس , أو شخص يشد على أسنانه , إن أكثر العناصر أهمية في مظهرنا , هو التعبيرات و الإيحاءات الصادرة منا .
و يقول عالم النفس و الفيلسوف (جيمس آلين) , " لا يستطيع المرء أن يرتحل داخليا , و يقف ثابت خارجيا " , و إن ما يجول في داخلنا سرعان ما ينعكس على ما يحدث خارجيا , إن التوجه الذهني القاسي هو مرض مروع , و هو يؤدي إلى عقل مغلق و مستقبل مظلم , لكن عندما يكون التوجه الذهني إيجابيا , يصبح العقل أكثر تفتحا , و يبدا النمو و التقدم .
* كيف يتكون التوجه الذهني
كل الناس يولدون أفراد متميزين , و حتى إن كان هناك طفلان تربيا في نفس البيئة , و حصلا على نفس التدريب , سوف تجد هذان الطفلان مختلفان , و هذا الإختلاف يساهم في إثراء الحياة , التي نستمتع بها جميعا , لو كان جميع الأشخاص لهم نفس السمات , و الشخصيات المتشابهة , تكون رحلتنا في الحياة مملة , و هناك مجموعة من أشكال التوجه الذهني , و التي تصاحب كل نمط شخصية , و الناس الذين يتحلون في مزاج محدد , يتكون لديهم توجه ذهني مجدد , و هذا التوجه يكون وثيق الصلة في المزاج , قبل عدة سنوات ألقى (تيم لاهاي) , و الذي شارك في تأليف روايات (Left Behind), و كانت هذه الرويات تلقى رواج كبير , ألقى محاضرة , و كتب عن أربعة أنواع للمزاج , و من خلال المراقبة لاحظت أن الشخص , الذي يتحلى في شخصية سريع الغضب , يتحلى عادة في توجه ذهني يدفعه إلى الإصرار و المثابرة , و الشخص المتفائل يتحلى في توجه ذهني إيجابي , و الشخص المكتئب يتحلى في توجه ذهني سلبي , و الشخص اللامبالي يتحلى في توجه ذهني لعدم تحمل أي مسؤولية , حيث تتألف شخصية كل إنسان من خليط من هذه الأنواع من المزاج , و البيئة هي العامل الأكبر المسيطر , و الذي له دور كبير في تنمية التوجه الذهني .
إن بيئة الطفولة المبكرة تنمي نظام المعتقدات و القيم , و الذي يتكون لدى الشخص , إذ أن الأطفال يلتقطون في شكل مستمر التوجه الذهني , و الإهتمامات , و الفلسفات من بيئتهم , و هذه حقيقة تؤثر على التوجه الذهني , و ربما تكون الأمور التي يعتقد بها الشخص غير حقيقية , أو غير سليمة , و لكن هذا التوجه الذهني يزداد قوة من خلال الاعتقاد , سواء كان هذا الاعتقاد صائب أو خاطئ .
* كيف أرى نفسي
من المستحيل الإداء في شكل منتظم , في طريقة لا تتوافق مع ما نرى بها أنفسنا , في معنى آخر , إننا عادة ما نتصرف في صورة رد فعل مباشر , عن صورة ذوانتا , و ليس هناك أصعب من تغيير التصرفات الخارجية دون تغيير المشاعر الداخلية , و من أفضل الطرق لتحسين الشعور الداخلي لدينا , هو وضع بعض أشكال النجاح من خلال التجارب التي نمر بها .
إن الطريقة التي ننظر بها إلى أنفسنا , هذه الطريقة تعكس الصورة التي يرنا بها الآخرون , و إذا كنا نحب أنفسنا سوف يحبنا الآخرون , إن الصورة المنطبعة عن الذات , تضع الحدود
اللازمة , في بناء التوجه الذهني لدينا .
شبه الفيلسوف الفرنسي (فرانسوا فولتير) الحياة في لعبة الورق , و على كل لاعب أن يقبل الأوراق التي تم توزيعها عليه , و لكن في مجرد أن تمسك اليد في تلك الاوراق , يصبح اللاعب وحده من يحدد كيفية اللعب , في الطريقة التي تمكنه من الفوز .
و يتوفر لدينا دائما عدد من الفرص في أيدينا , و نحن علينا أن نحدد ما إذا كنا سوف نخاطر بناءً على هذه الفرص , و لا يوجد شيء في الحياة يسبب توتر , لكن في الوقت ذاته هذه الأشياء تتيح لنا فرصا اكبر للتطور و النمو , و هذه الأشياء هي التجارب الجديدة .

* الارتباط في الأقران - من الذي يؤثر علينا ؟
إن ما يعبر عنه الآخرون في النسبة إلى وجهة نظرهم عنا , هذا يؤثر في الطريقة التي نرى بها أنفسنا , و إننا عادة ما نستجيب إلى توقعات الآخرين , و تصبح هذه الحقيقة ظاهرة للوالدين , عندما يذهب أبنائهم للمدرسة , حيث يصبح من المستحيل على الوالدين التحكم في البيئة المحيطة في الطفل .
* المظهر الخارجي - كيف ننظر إلى الآخرين ؟
يقوم مظهرنا في دور مهم في تكوين التوجه الذهني لدينا , حتى في الإعلانات التي دائما ما تركز على المظهر , و الذي يزيد من الأمر صعوبة , هو إدراك أن الآخرين يحكمون علينا من خلال مظهرنا , و جاذبية مظهرنا تساعد على تحديد الدخل , إذ يحصل الرجال طوال القامة على رواتب أعلى من الرجال الأقصر قامة , سواء شئنا أم أبينا يؤثر المظهر الخارجي على التوجه الذهني .
* المستقبل مع التوجه الذهني السليم
في مقابلة أجراها (ديفيد برينكلي) قبل سنوات مع الكاتبة الصحفية (آن لاندرز) , و التي تحل مشكلات الناس , سألها (ديفيد) ما هو السؤال الذي يوجهه لها القراء
في شكل متكرر , أجابت (آن) , السؤال كان ما هي المشكلة لدي ؟ .
تكشف هذه الإجابة عن الكثير من طبيعة البشر , الكثير من الناس يتصارعون مع مشاعر الفشل , و المشاعر الاكثر تدميرا هي مشاعر الشك في انفسهم , و من المستحيل تقريبا على أي شخص ان يعتقد أنه فاشل , و أن ينجح في الوقت ذاته .
و كل شخص ناجح مر في مرحلة الفشل , لكن هذا الشخص لم يعتبر نفسه فاشلا , على سبيل المثال , الموسيقى الشهير (موتسارت) قال له الإمبراطور (فرديناند) , أن أوبرا (زواج فيجارو) كانت الموسيقى فيها صاخبة جدا , و (ألبرت أينشتاين) قال له مدير مدرسة في ميونخ , انه لن يحقق الكثير في حياته , اعتقد أنه يمكن القول , أن كل أصحاب الإنجازات , اتيحت أمامهم تبريرات عديدة , كي يعتقدوا انهم أشخاص فاشلين , و على الرعم من ذلك هم استمروا و حققوا النجاح .
أساسيات التوجه الذهني
جون سي ماكسويل
Comments