top of page
Post: Blog2_Post

الأحلام

  • Writer: Maan Bayya
    Maan Bayya
  • Oct 18, 2018
  • 6 min read

* وحش أسمه الواقع

الواقع يقفز إلينا من النوافذ يحمل إلينا آلاف الأمور الجيدة و كذلك آلاف الأمور المزعجة في كل لحظة , الوقع احيانا يجاملنا و احيانا آخرى يضللنا و احيانا يبهجنا و احيانا يحزننا .

لكن الواقع دائما يسرقنا من انفسنا و يفرض علينا وجوده و الوجود المشكوك فيه , و لكننا لا نستطيع أن نتحقق من تفصيلات هذا الواقع لأنها كثيرة و معقدة و متناقضة ومتشابكة , الواقع هو طوفان من القلق و الأرق و الإزعاج ولا خلاص من هذا الواقع إلا في النوم .

النوم هو السد العالي و المنيع الذي يرتفع أمام هذا الطوفان المسمى في الواقع , و من أجل هذا يصبح النوم نعمة و راحة كبرى .

و ( كارل ج. يونج) لا يعتقد أن الذي يتحدث في الأحلام هو صوت العقل الباطن , إنما يعتقد أن المتحدث هو صوت الغيب , إن حدوث الإنفصال بين النفس و الواقع في لحظة النوم يحقق الإتصال في عالم الغيب أو عالم ما فوق الواقع .

و ( إريك فروم) مفكر عصري يقف على جانب محايد , هو لا يلغي احتمال حدوث الإلهام أثناء النوم , إنما حدوث الإتصال الغيبي في الأحلام , و لكنه يقول ان هذه حالات نادرة , و هو يفسر حدوث التنبؤ في الأحلام في نظرية متواضعة , و هي أن النوم يمنحنا الفرصة الذهبية التي ننتظرها و هي فرصة الخلوة مع النفس .

و في مرحلة النوم نحن نبدأ في سماع صوت واحد , هذا الصوت هو ص


وتنا , ثم نبدأ في التفكير على هدى هذا الصوت , و الاحلام هي هذا التفكير , و هو تفكير يحتوى على أيام الطفولة و الشباب و الحاضر و المستقبل , أنه تفكير شامل و إنشغال كامل في ما يحتوى على هموم الشخصية , و هو تفكير يمتاز أحيانا في الصفاء , و لأن الحلم يخلصنا من تشويش الواقع , و لذلك تأتي بعض الأحلام في تنبؤات احيانا صادقة و مفاجئة لنا حتى في مرحلة اليقظة .


* محنة القلق

إن الحرية لا يصنعها تشريع يصدر عن البرلمان , إن الحرية تصنع في داخلنا , الحرية هي الطريقة التي نفكر بها , الحرية هي الأسلوب الذي نشعر به ,الحرية هي الطريق الذي نفتح له قلبنا على إحساس جديد , الحرية هي التي يصحو بها عقلنا على فكرة جديدة و مبدعة , إن أخطر ما يهدد هذه الحرية ليس القمع , بل هي الحاجز الموجود في داخلنا و المسمى في القلق .

إن القلق حالة من التوتر نصاب بها في داخلنا , حيث نرى الرغبات في داخلنا وهي تتقاتل و تتصارع , هي اللحظة الأليمة التي تتجلى فيها العداء مع الذات و هي عداوة مرعبة في سبب عدم التمكن في لمسه في الأصبع أو رؤيته في العين .




هل تعرف ماذا يعني القلق في النسبة إلى الإنسان ؟

الإنسان القلق هو إنسان وحيد و غريب , لأنه مشغول دائما في تجميع شتات ذاته الممتلئة في الهواجس , و هو مشغول في تجميع أفكاره التي تتطاير مثل الرمال , ان يسير في طريق رياح قوية شديدة , و هذه الرياح تعصف من داخل الإنسان نفسه و تقوم في إنتزاع عواطفه و افكاره و تتزعزع له الإستقرار الداخلي , و يبدأ فيها في تجميع الحطام في داخله ثم يعيد بناء هذا الحطام ثم يهدم مرة آخرى ثم يعيد البناء من جديد و هكذا .

و الإنسان في هذا الإنشغال الدائم لا يعرف الهدوء و لا يعرف السكينة و لا يعرف الراحة و لا يعرف الإطمئنان و الأمان , و يشعر في الضجيج داخله , و هذا الضجيج يحجب عنه الهمسات و الأصوات القادمة من الخارج , و التي يتهامس بها العالم من حوله حتى تسرقه من دنيا الواقع و ألاشياء الملموسة , ثم تلقي به في دنيا الهواجس و المخاوف و الخيال , و يبقى يدور في هذه الدوامة مثل القارب الذي يدور في دوامة بحرية حتى ينفصل عن القافلة أو الفرقة التي يعيش معها , هذا هو السر في كون هذا الإنسان إنسان وحيد و غريب .

و أهم أسباب القلق هو الجانب الروحي لدى الإنسان , و هو لا يجد في الحياة أي معنى و يفتقد إلى الهدف و الغاية و المبدأ , الروح هي الهيكل الذي تبنى عليه الشخصية , الروح هي الطاقة و هي الخيط الذي يضم فيه الافكار حتى تؤلف مجموعة عقد مفهومة , و من دون المعنويات تصبح الشخصية رخوة و هلامية و مفككة , و تصبح الأفعال والتصرفات خالية من الوضوح و الترابط .

إن الإنسان القلق في حاجة إلى ثلاث مراحل حتى يتخلص من القلق و هي :

1 - أن يفهم نفسه و يكتشف قدراته و يزيح اللثام عن رغبته الحقيقية و مدى هذه الرغبة و يفهم الواقع الذي يعيش فيه .

2 - أن يقطع حبل التصورات و التخيلات التي تزيد من القلق لديه و في هذه الحالة يضع حدا إلى الجمود الداخلي لديه .

3 - أن يقوم في إلقاء نفسه في شعور جديد أو تجربة جديدة و بدون تحفظ أو خوف , حتى لا يهتم إذا كانت هذه التجربة حلوة أو تجربة مرة .


* الوهم

الأوهام حولك في كل مكان , و الحل الوحيد أمامك هو أن تكون سيد هذه الأوهام - و أن تصنعها في يديك .

العالم غريب , و حياتنا مصنوعة من الوهم , الواقع حولنا جامد ميت عديم المعنى , نحن الذين نعطي هذا الواقع المعنى و القيمة و الأهمية ونجعل هذا الواقع ينبض في الحياة .

الطبيعة و الحدائق و الكراسي و الأشجار و الأزهار تبقى أشياء لا معنى لها حتى نحن نحب هذه الأشياء , ثم تصبح هذه الأشياء تنبض في الحياة و ذات أهمية كبرى .

نحن الذين نعطي القيمة والأهمية إلى الأشياء ثم نحب هذه الأشياء , في الحقيقة نحن نحب الوهم الذي خلقنا منه الأشياء و لا نحب الأشياء نفسها .

و كل شيء سوف يزول ونحن لا زلنا نعطي الأهمية إلى هذا الشيء ثم نتألم و نتعذب من أجل هذه الأهمية المصطنعة و المزعومة .

لي صديق فنان تشكيلي مرهف الحس و المشاعر و الأعصاب , يعيش دائما في شك و قلق و أرق و ملل و خوف و حب , حياته صراع لا ينتهي من هذه الأشباح التي لا رأس لها و لا ذيل , و يحاول التغلب على هذه الاوهام في المنبهات و الأقراص المسكنة , مشكلة صديقي الكبرى أنه لا ينام , أن مرض صديقي هذا هو وهم , و دواءه وهم , هو نفسه يعيش في وهم , و هو وهم , و نحن وهم , و كلنا اوهام كبيرة لا تنتهي .


* السقوط

إن أجمل و أشرف ما فينا يعتقل في اللحظة التي نتحول فيها إلى ناس ناجحين , و السبب أن المطامع الصغيرة لدينا أصبحت مطامع كبيرة , و المطامع الصغيرة الرخيصة تعتقل المطامع الكبيرة العالية الرفيعة , نجاحنا يضيع من أيدينا حياتنا الحقيقة الجميلة .

مقياس الحياة ليس النجاح , الحياة هي الإنفعالات , و الحياة تبدأ دائما من هذه اللحظة الباهرة التي تفيق فيها على الدهشة و الحب و الأمل و القلق و التجارب و الخبرات و التعلم , الحياة هي إنفعال و حركة في داخلنا , هي حركة العينين وتنبيه الأعصاب و لحظة الفرح و لحظة الحزن , الحياة يتم قياسها في مقياس حرارة وهو القلب , الحياة هي شيء آخر غير النجاح و الراحة و الإستقرار , الحياة هي عمل وجهد و كد و تعب, الحياة الحقيقية هي نعمة لا يفوز و يشعر فيها إلا الإنسان المغامر و الشجاع الذي يعيش في مغامرات و مجازفات دائمة , هو الإنسان الذي يلقى نفسه كل يوم في مغامرة جديدة و غد مجهول , هو الإنسان الذي يقتحم مجالات جديدة في العمل و الفكر و الفن و التدريب و العاطفة , لحظة واحدة من هذه الحياة تساوي العمر كاملا , لأنها تحتفل في مشاعر تضيق بها أعمار الآخرين ,الحياة مثل النهر الصافي المتدفق العذب و يتم قياس هذه الحياة في عرض هذا النهر الذي على أحد شاطئ النهر هو الأمل و الشاطئ الآخر هو الألم .


* النسيان و الصمت

هذا الصمت هو الشيء الذي يجعل أغنيتنا حزينة و افكارنا متصارعة و ضحكاتنا بلا معنى و ابتساماتنا باهتة .

و في سبب هذا الصمت نلوذ إلى الفن و الحق و الخير و الجمال , و نلوذ في العلم بحثا عن الحقيقة , و نلتمس المعرفة , ازمان لا نهائية من الصمت و اعماق أبدية من الظلمة و نسيان مطلق , الطبيعة التي نولد فيها , هذه الطبيعة تنسانا , هل نظرت من النافذة بعد منتصف الليل الذي تتلألأ فيه النجوم .


* اقوال غير مأثورة - غير صحيحة

- إرضاء الضمير أمر مستحيل , و في اللحظات التي تتخيل أن ضميرك قد رضي عنك , لا يكون في الحقيقة أن الضمير قد رضي و إنما يكون الضمير قد مات .

- إذا جثم عليك الملل , أبحث عن شخص آخر حتى يشاركك هذا الملل .

- الحب هو الجنون الوحيد المعقول في الدنيا .

- احسن شخص ينصحك في الإقلاع عن شرب الكحول , هو الشخص العاجز عن الإقلاع عنه .


الأحلام

د . مصطفى محمود

 
 
 

Comments


Subscribe Form

Thanks for submitting!

00962786420324

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn

©2018 by Maan Bayya Educational Website. Proudly created with Wix.com

bottom of page