الإدارة و التقنية في مواجهة تحديات عصر الإنترنت , شركات السايبر
- Maan Bayya
- Mar 30, 2019
- 6 min read
Updated: Apr 3, 2019
نحن نعيش اليوم في عصر تكاد تلتحم فيه عناصر الإدارة , و أدوات العمل و التقنية التحام يصعب معه التفريق بين دور كل من هذه العناصر , و تتداخل و تتكامل مع بعضها البعض , و لا شك أن دواعي النجاح ترتبط إلى حد كبير في قدرة المسؤولين عن هذه العناصر , من ناحية الترابط و التفاعل و العمل المشترك , سواء كان هذا الترابط , من أجل تحديد الأهداف و الإستراتيجيات , أو على مستوى تنفيذ الأعمال , و زيادة الأداء بما يحقق الأهداف , و يكسب المنظمة أو المؤسسة موقع تنافسي مميز .
* العلاقة بين الإدارة التنفيذية و دائرة التقنية
خلال العشرين سنة الماضية , و أثناء ممارسة البحوث و إدارة نظم المعلومات و الاستشارات , في مجال تقنية المعلومات في جميع أنحاء العالم , حيث لاحظ العديد من الباحثين و الكتاب وجود ثغرة بين الإدارة التنفيذية العليا في المؤسسات , و بين المسؤولين عن نظم تقنية المعلومات في داخل هذه المؤسسات , من ناحية الفهم المشترك لدور كل هذه الأطراف , من جهة التنسيق و الاتصال بينهما , و من أجل تحقيق هذا الهدف ظهرت تخصصات في الجامعات , في إدارة نظم المعلومات ضمن تخصصات إدارة الأعمال , من أجل ردم الهوة بين الإدارات العليا , و إدارة نظم المعلومات , و الفنيين العاملين في مجال التقنية .

* الفشل في الاتصال
تعزى حالة الانفصال في اكثر من 80 % من الحالات , إلى عدم توجيهات الإدارة العليا في شأن أهداف و خطة العمل دائرة تقنية المعلومات , و يعترف الكثير من المدراء داخل هذه المؤسسات , في أنهم لم يكونوا دائما حريصين في اتصالتهم مع مدير تقنية المعلومات داخل المؤسسة , و أنهم أغفلوا إشراك مسؤولين التقنية في تحديد الأهداف الإستراتيجية للمؤسسة .
و في الجهة المقابلة , إن الكثير من مدراء دائرة التقنية داخل المؤسسة , لم يطوروا مهاراتهم في مجال إدارة عمل الشركة في طريقة تمكنهم من الاتصال الفعال مع المدراء , و كان عليهم تطوير معرفتهم في طبيعة العمل في نفس الوقت .
و لم تصل العلاقة بين المدراء الإداريين و مدراء التقنية , إلى حالة الإنفصام هذه في الصدفة , بل تم تغدية حالة الإنفصام هذه و المساعدة في استفحالها , من جهة بعض الناس عن عدم سوء نية في الغالب , و إلى أسباب متعددة , من أجل خلق حالة من الفوضى و التعقيد و عدم الانسجام , و يشمل هذا النوع من الناس , الاستشاريين و المحللين و الصحفيين و الجمعيات التقنية .
* الحصول على التقنية
تواجه الإدارة الكثير من العقبات و الغيوم التي تحجب الرؤية , و ذلك عند البحث في كيفية امتلاك التقنية , و في عملية اختيار الأنسب و الملائم لحاجات المؤسسة , و قد ساهم الأسلوب المتبع من كبار الموردين للأجهزة التقنية , و خاصة أسلوب مدراء الحسابات , و الذين اعتمدت عليهم شركة (آي بي ام) في زيادة حيرة الإدارة , و قد اعتمد مثل هذا الأسلوب على تغذية و إبراز عوامل تؤثر على اتخاذ القرار , مثل عوامل التخويف , و عدم ضمان المستقبل و التشكيك .
* إعادة بناء جسور الثقة
كثير من المدراء فقدوا الثقة , في قدرة تقنية المعلومات على خلق ميزة تنافسية قادرة على الصمود لمدة طويلة , و لا يعود سبب ذلك في كون التقنية في الوقت الحاضر , لا تتمتع في القوة اللازمة لذلك , و الحقيقة أن لدينا من التقنية اكثر مما نستطيع السيطرة عليه , و تتوفر في التقنية الآن قدرات هائلة لم يتم استغلالها بعد , كما لا يعود السبب إلى عدم كفاءة الكوادر الفنية على الاستفادة من التقنية و العناية بها , و إن فقدان الثقة ما هو إلا نتيجة الإنفصام الحاصل بين أهداف و الأولويات , والأشخاص الذين يديرون عمليات التشغيل , و التي توفر منتجات و خدمات المؤسسة , و علاقة هذه المؤسسة مع عملائها , و بين التقنيين الذين يوفرون الأدوات اللازمة لتحقيق أهداف المؤسسة , من مثل حالة الإنفصام هذه في بيئة اقتصادية قاسية يكلف الكثير , و التخطيط الاستراتيجي لمجابهة الاقتصاد العالمي , و المنافسة غير المحددة جغرافيا , و التغير السريع , كل ذلك أصبح أمرا مستحيلا بدون الريادة و التفوق في استخدام تقنية المعلومات .
و إن أفضل طريقة من أجل ردم الهوة و إعادة بناء الجسور , بين الإدارة العامة و التقنية , هو البدء في التفكير من نقطة الصفر , و البدء في تفحص المهمات و الأعمال , التي تشملها الشراكة بين الطرفين .
* شركات السايبر
في عام 1984 ظهر كتاب في عنوان (السايبرنيه) , (Cybernetics) , للمؤلف (نوربرت واينر) الأستاذ في معهد ماساتشوستس للتقنية (MIT) , وقد لفت عنوان الكتاب أنظار الصحافة و المجتمع , مما أدى إلى نفاذ أربع طبعات من الكتاب خلال ستة شهور , و رغم أن غالبية القراء لم تستطيع فهم ما في داخل الكتاب , حيث يقارن الكاتب بين سلوك الكائنات الحية , و سلوك الآلة , و كيف أن الآلة يمكن أن توفر وسائل رقابية مشابهة , لوسائل الرقابة لدى الكائنات الحية , و قام (نوربرت واينر) مع مساعد له متخصص في علم الأعصاب , في تطبيق نظريات خاصة في الأجهزة المصممة لمراقبة النظم , في استخدام متغير يمكن قياسه على الحيوان , و من ثم توصل (واينر) إلى نتائج التجارب , حيث قال " أن التنظيم الذاتي لدى الكائنات الحية , يمكن الوصول إليه عن طريق الدوائر الإلكترونية " , و هذا ما لفت انظار وسائل الإعلام إلى أبحاثه .
و عرف (نوربرت واينر) السايبر , في أنها علم الاتصال و الرقابة في الآلات و الكائنات الحية , حيث أن المؤسسة و الشركات الحديثة , يمكن التفكير بها مثل كائن حي و نظام , و هذه الشركات شبيهة في الكائن البيولوجي .
إن وسائل الرقابة و الاتصالات في الشركات تغير في استمرار مع دخول عصر تقنية المعلومات السريعة , و البرمجيات المعقدة , و ظهرت أسماء جديدة , مثل (الشركة الافتراضية) , (Virtual Corp) ,
و (الشركة المتكيفة) , (Adaptable Corp) , إلا أن هذه الأسماء لا تعطي الصورة الحقيقية عن ما يحدث للشركات , نتيجة التغيرات السريعة , و زيادة الترابط بين الإنسان و الإلكترونيات داخل الشركات , و أن التسمية المناسبة و الأكثر ملائمة , في ظل عدم وجود كلمة منفردة تمثل المعنى الحقيقي هي شركة السايبر .
* صفات شركات السايبر
هي الشركات التي تعتمد في تنظيمها و بنيتها على أسس علم السايبر , من خلال إشراك الإنسان و الإلكترونيات , في نظام الرقابة و الاتصالات على جميع أجزاء الشركة , في شكل يشبه تكوين الكائنات الحية , و هي الشركة التي تطمح للبقاء في عصر المجال السايبري , و هي الشركة التي تمتلك حواس متيقظة في استمرار , و هي الشركة القادرة على التصرف الفوري , و الأستجابة إلى أي تغيير في بيئة وبنية الشركة , و ذلك في مجالات المنافسة و احتياجات العملاء , كما أن هذه الشركة تتصف في القدرة على التعامل مع حالات افتراضية , مع الحاجة أحيانا إلى التواصل السريع بين الكفاءات المتوفرة داخل الإدارات المختلفة في الشركة , و هي الشركة المصممة أصلا لمجابهة التغير السريع , و هي الشركة القادرة على التعلم و التطور و التحول الذاتي السريع .
* المعاملات المالية الإلكترونية
يوجد على الإنترنت أماكن و أشياء كثيرة يمكن شراؤها , و من أجل إتمام هذه الخدمة يلزم مال إلكتروني , و هذا يتطلب حماية محكمة , و نُظم تشفير قوية , من أجل الحفاظ على سرية المعاملات التي تتعلق في المستخدم أو المرسل , و يوجد حاليا ثلاثة انواع من طرق الدفع المالي الكترونيا , و هي التالي :
1 - بطاقات الإئتمان .
2 - البطاقات الذكية .
3 - بنك الإنترنت .
* شبكة الاتصالات الداخلية - الأنترانت
- نظام شبكة الأعصاب في شركات السايبر
- The nervous system in the cybercorp
من أجل أن تصبح أعمال شركات السايبر , تشبه طرق عمل الكائنات الحية , لا بد للشركة من نظام شبكي يشبه شبكة الأعصاب في الكائنات الحية , و قد ساهمت شبكة الانترنت العالمية في سرعة تطور و إمكانية تطبيق مبدأ شركة السايبر , و خاصة في المعاملات التجارية , و قد بدأت الكثير من الشركات من الاستفاذة من الأنترنت , من أجل أغراض الدعاية و التسويق و التجارة , إلا أن الإدارة العليا في الشركات لم تدرك هذا الأثر المهم للأنترنت , و هو أن هذه الشبكة حطمت الجدران بين الشركات على مستوى العالم , و أن شبكة الأنترنت أحدثت تغييرات في تركيبة الشركات , و طرق التعامل بين هذه الشركات بدون حدود حدود جغرافية .
و من أجل تمكين شركات السايبر في تحقيق أهدافها , كان لا بد من وجود نوعين من أنظمة الشبكات العصبية داخل تلك الشركات , و هما التالي :
1 - الشبكة الخارجية .
من أجل الاتصال مع العملا و الموردين و الجمهور .
2 - الشبكة الداخلية .
من أجل الاتصال بين كافة الدوائر و الأقسام داخل الشركة , و هذه الشبكة يكون لها نظام حماية خاص و فعال و معزول عن الخارج , في واسطة جدار ناري , يسمح فقط للمستخمين المصرح لهم في الدخول داخل هذه الشبكة .
* استخدامات الانترنت في المعاملات التجارية
إن استخدامات الانترنت في الأعمال التجارية يؤثر على كل جزء من أجزاء الشركة , و في ما يلي بعض التطبيقات في المعاملات التجارية المختلفة :
1 - المبيعات .
2 - تصميم المنتج .
3 - التسويق .
4 - مساندة العملاء .
5 - الصناعة .
6 - القوى العاملة .
7 - أنظمة معلومات الإدارة العليا .
8 - الإدارة العامة في الشركة .
Comments