top of page
Post: Blog2_Post

الشخصية المبدعة

  • Writer: Maan Bayya
    Maan Bayya
  • Dec 28, 2018
  • 5 min read

1 - مدخل تصنيفي

لا يمكن لعملية الإبداع أن تكون منفصلة عن الدافعية و الاستعداد و التمثل الفكري , وعن حياة الأشخاص المبدعين و الشخصية المبدعة بكل أبعادها .

من جهة أخرى فإن الشخصية تغدو أكثر فأكثر أساسا منهجيا لعلم النفس , ولا سيما الظواهر النفسية تتم من خلالها منظورا إليها عبر ارتباطها الوثيق بالنشاط و السلوك , حيث أن الشخصية تنمو و تتطور .

ويمكن تعريف الشخصية تعريفا مكثفا كما يلي : هي التنظيم الديناميكي المتكامل أو التركيب الموحد للخصائص النفسية التي تتصف بالثبات , وبدرجة عالية من الأستقرار متضمنة المظهر العقلي الخاص بالأنسان .


2 - العوامل العقلية


1 - الذكاء و الإبداع

يقترح (جيلفورد) أن يعطى مفهوم الذكاء أساسا نظريا منظما و جليا , آخذا بعين الاعتبار أنه منذ بداية تاريخ الاختبارات العقلية غابت مثل هذه النظرية .

و نظرية (جيلفورد) تقترح أن ندرج مظاهر الذكاء كافة لأن بعضا من هذه المظاهر قد استبعدت من خلال المقاييس التقليدية للذكاء , ويميز (جيلفورد) على أساس من التحليل العاملي خمسة أنواع من العمليات العقلية هي :

- المعرفة

- التذكر

- الإنتاج التقاربي ( التفكير المحدد)

- الإنتاج التباعدي (التفكير المنطلق)

- التقويم

و تدار هذه العمليات من خلال محتوى (الأشكال , الرموز , المعاني , السلوك) , وتمثل هذه المحتويات مختلف أنواع المعلومات التي تؤدي إلى إنتاج ما .

وهذه النتاجات تندرج في ستة أنواع (الوحدات , الفئات , العلاقات , النظم او الأنساق , التحويلات , التضمينات) , حيث أن كل معلومة من المحتويات الأربعة يمكن أن تصنف بستة أنواع , ونتيجة تفاعلها فإن المعلومة تمنح الشكل أو النوع طابعا معينا .

من خلال ما تقدم فإن الصيغة الثلاثية المقترحة من (جيلفورد) تقدم ثلاث مجموعات للنشاطات العقلية وفق (نوع العملية , نوع المحصلة او النتائج , نوع المضمون او المحتوى) كل حسب مظاهره .

وعند التقاء كل مظهر من المجموعات مع مظاهر أخرى يظهر عامل جديد (استعداد عقلي) وقد عبر عنها (جيلفورد) شكل المكعب .

وأن عدد العوامل التي يفترض وجودها على المكعب مائة وعشرون عاملا , ولكن من بين هذه العوامل لم يكتشف (جيلفورد) إلا اثنين وثمانين عاملا حتى وقت ظهور كتابه .



2 - مرونة التفكير

إن الركن المعرفي الأساسي للإبداع - في رأينا - هو مرونة التفكير , حيث نفهم منها إعادة البناء السريع و المناسب للمعلومات و لأنظمة المعارف , وفقا لمتطلبات الحالات المستجدة , وتغيير شكل الصياغة عندما لا يبرهن الشكل السابق على فعاليته .

ويقابل المرونة , على العكس , صلابة أو جمود التفكير الذي يعني الإبقاء على الحالات الجديدة على وضعها السابق , و البقاء في إطار المشكلات المحلولة مسبقا دون البحث عن جديد , حيث لايستطيع الفرد أن يرى بعيدا بتبديل الحل أو تغييره .

و بتعبير آخر فإن الجمود أو الصلابة يعني النمطية في التفكير .

-----

المناخ الإبداعي


1 - حدود المصطلح

يستعمل مصطلح المناخ الإبداعي في الأدبيات المتخصصة بتسميات عديدة مثل : المناخ الإجتماعي الإبداعي , الوضع الإبداعي , الوسط أو العوامل الإجتماعية و الإقتصادية و الثقافية للإبداع (متضمنا العوامل التربوية) .

وهاك بعض الباحثين يستخدمون مصطلح (الوضع الإبداعي) مثل (ماكينون) , ويفهم من حسب رأيه من هذا المفهوم كل ما يحيط بالفرد من أمور اجتماعية , وتأثير العمل والثقافة حيث يمكن لها أن تسهل أو تحبط التفكير و الأفعال الإبداعية , ويفهم ضمنا مصطلح (ماكينون)

أن ما نسميه إبداعا ليس خاصية محددة في الشخصية , بل هو متغير , يصعد و يهبط بتأثير الظروف و أوضاع الحياة التي تساعده على النمو والازدهار أو الذبول و الموت .


2 - تاثير المناخ في تكوين و ترسيخ الإبداع

يمكن أن تظهر في سياق نمو الطفل و الشاب جملة من عوامل المحيط التي تزيد و تحرض او تعيق و تحبط تطور الخصائص الإبداعية للشخصية .

لقد أظهرت الكثير من الدراسات التي وقفت على تأثير الأسرة أن الأسلوب التربوي المعتدل للآباء اتجاه ابنائهم وكل ما تحويه من التشجيع على الاستقلالية العقلية او استقلالية التفكير العقلي كانت بنسبة %40 , وخلق الظروف المناسبة لتطور الإهتمامات و الإستعدادات في مجالات النشاط المختلفة يمكن أن تسهم في تطور الشخصية المبدعة .

ويمكن أن نعدد جملة من الظروف التي تدفع أو تنمي تطور السلوك الإبداعي للشخصية في إطار كل من الأسرة أو المدرسة مثل : عدم الإكراه , و إبعاد العوامل التي تقود إلى الصراع , وتشجيع الإتصال , والمخاطرة , واختيار الصعب في الحدود المقبولة .

وهناك في المدرسة حالات ومواقف خاصة تقود إلى تطوير روح البحث و التفكير الإنتاجي المنطلق , والمواقف المبدعة .

وهذه المواقف يمكن أن تكون في تشجيع التلاميذ على طرح الأسئلة , وتحريض التلاميذ على النشاط الفعال في إيجاد الأفكار الجيدة , و حثهم على المناقشة , والنقد البناء .


3 - تأثير المناخ على الفعالية الإبداعية

- في الوحدات الإنتاجية

يوجد عادة في المؤسسات الصناعية الإنتاجية نمطان من العمل :

1 - ذو طابع تكراري

2 - ذو طابع إبداعي

فالمؤسسات تنتج من جهة سلعا متماثلة و مكررة لوقت معين , ثم تبتكر نوعيات جديدة من السلع أو تسد الحاجات أو المستلزمات الجديدة من جهة أخرى .

ويوجد بين هذين النمطين توازن ديناميكي يقود إلى التقدم و التطور المستمر للإنتاج ليس فقط من وجهة نظر التشابه و المقاربة , بل من وجهة نظر الإختلاف والمباعدة .

- على مستوى جماعات البحث (الجماعات العلمية و البحثية)

إن للجو العام في مجموعات البحث أهمية خاصة في التأثير في حقل العمل العلمي , حيث أن المناخ الملائم يسمح بتواصل المعلومات و نقلها و تبادلها بين أفراد الجماعة .

ويكون هذا المناخ تربة خصبة لإيجاد الأفكار الجديدة و المبتكرة او الكشف عن ظواهر جديدة من خلال عمليات الضبط و المراقبة المتبادلة وإجراء التصحيحات بثقة وتعاون لكل ما يتم عرضه من أفكار ونشاطات .

ولا يتوقف تأثير المناخ المناسب عند إيجاد الأفكار الجديدة فحسب , بل يؤثر في تكوين الشباب الباحثيين و القادمين الجدد من خلال اكتسابهم لأصول البحث العلمي و تبادل المعلومات , وهناك نقطة سلبية في هذه النقطة بالتحديد , حيث يمكن من جهة ما أن تظهر بعض الصراعات بين الباحثيين أنفسهم أو بينهم وبين مدرائهم بما يتعلق بنظام التقويم و الدرجات او الترفيع و الترقية و الإمتيازات .


4 - تأثير الظروف الإجتماعية - التاريخية

إضافة إلى المناخ الجماعي , الذي يؤثر في فعالية الأفراد الذين ينضوون تحت نطاقه , يوجد أيضا المناخ العام الذي يتضمن الحاجة الإجتماعية للنشاط الإبداعي في المجالات المختلفة .

ويتضمن المناخ العام أيضا الأشكال التي تدفع و تثير أفراد المجتمع على الإبداع .

إن الشخصية المبدعة في اي مجال من مجالات النشاط لا توجد خارج الإطار الإجتماعي حيث تعيش و تبدع .

لقد كتب (بياجه) يقول : إن المجتمع وحدة عالية , أما الفرد فإنه لا يصل إلى ابتكاراته و اعماله العقلية إلا بمقدار ما يحتل مكانا في تفاعل الجماعات و بالتالي في إطار المجتمع ككل .

-----

طرائق بحث الإبداع


- مظاهر منهجية

لما كانت ظاهرة الإبداع متعددة الجوانب ومتداخلة الوجوه , فإن طرائق البحث المستخدمة كانت أيضا متعددة و متنوعة , حيث ان كل منظومة تدرسها من وجهة نظرها و طرائقها الخاصة بها .

أما نحن سنهتم بالطرائق النفسية خاصة لكونها أكثر استعمالا , ولكون علم النفس يحتل مكانة أساسية من بين مجموعة العلوم التي تهتم بدراسة الإبداع .

لا توجد بوجه عام طرائق خاصة بدراسة الإبداع , ولكن هناك طرائق تستعمل لدراسة الظواهر النفسية المختلفة مثل هذه الطرائق (الملاحظة , التجريب , الإختبار , المقابلة , الإستبيان وغيرها) .

غير أن الطرائق تكيف مع موضوع الدراسة مثال ذلك اختبارات الإبداع وفق أسئلة خاصة .

أحيانا يتطلب بعض الطرائق مراعاة خصائص الأفراد الذين ينضون تحت دراسة ما , مثال ذلك كيفية إنتقاء و جذب الشخصيات المبدعة لأن تكون موضوع الدراسة .


- مظاهر عملية (تحليل بعض الطرائق المستخدمة عمليا)

بالنسبة لإمكانية اكتشاف الأفراد الذين لديهم استعدادات إبداعية يستعمل عادة اختبارات الإبداع (التفكير المبدع او التفكير التباعدي) , غير أن هذه الاختبارات لا تزال في طور التجريب , وهي في الوقت الحاضر لم تعد وسيلة كافية تماما لإكتشاف الأفراد ذوي الإمكانات الإبداعية .

وإن اختبارات الذكاء العام و اختبارات الإبداع لا تزال أيضا في الوقت الحاضر متداخلة و غير مرنة ولا تغطي إلا جزء يسير من ظاهرة الإبداع , بالتالي فإن قيمتها التنبئية قليلة جدا .

ويرى بعض الباحثين امثال تايلور و هولاند أن اختبارات المواقف يمكن أن تكون لها قيمة تنبئية أكبر , وهي اختبارات يمكن أن تطبق إما في جزء من برنامج التعليم حيث يؤخذ بعين الاعتبار السلوك الإبداعي , وإما في عمل أو بحث يعده الطالب من أجل تقديمه في مجال معين في حيث تتم متابعة المعارف الموجودة فيه و الأفكار الأصيلة .

وتتكون الآن اتجاهات أكثر فأكثر حول أفضلية المعرفة , إن أكثر الطرائق جدوى , في الوقت الحاضر , هي تلك التي تقوم على المعطيات البيوغرافية في الإنجازات التي تتشابه أو تقترب من الإبداع الحقيقي .


الإبداع العام و الخاص

الكسندر روشكا


 
 
 

Comments


Subscribe Form

Thanks for submitting!

00962786420324

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn

©2018 by Maan Bayya Educational Website. Proudly created with Wix.com

bottom of page