القراءة السريعة
- Maan Bayya
- Dec 28, 2018
- 3 min read
*التركيز العالي و القدرة على الإستيعاب
في بعض المشكلات المتكررة للقراءة , القراءة بصوت أو الإشارة بالأصابع أو العودة إلى قراءة كلمة سابقة , فجميعها يشكل حجر عثرة يقف في طريق القراءة الفعالة .
* مشكلات القراءة - القراءة بصوت منخفض
من المشكلات الشائعة في القراءة هي القراءة بصوت , أي الميل إلى نطق الكلمات التي تتم قراءتها .
يحدث ذلك بنفس الطريقة التي يتعلم بها الأطفال القراءة : إما بالطريقة الصوتية أو بطريقة ربط الصور بالكلمات ( النظر ثم القراءة) .
إن كل الكتب أو المناهج التدريبية التي تتناول القراءة السريعة تؤكد أن هذه العادة تعتبر واحدة من أكبر العوائق التي تمنع التطور و لذلك لا بد من التغلب عليها .
مهما كانت حقيقة الأمر فإننا يمكن أن نستفيد من هذه الظاهرة , إنها بلا شك تفيد القارئ في ظروف معينة , وخاصة عندما يعتمد عليها للفهم , ولكن هذا غير ضروري , إن القراءة بصوت منخفض في المعني الحقيقي لا يمكن بل لا يجب أن تلغى بشكل كامل .
و حتى نكون واقعيين و نتعامل مع المشكلة بإدراك كامل يجب أن نعلم أن القراء الذين أجبروا على الإمتناع عن القراءة بصوت منخفض , فقدوا الإهتمام بالقراءة , حيث بدلوا جهدا كبيرا , و لعدة أسابيع متواصلة لأداء المهمة المستحيلة .
إن أنسب طريقة للتعامل مع هذه المشكلة أن نقبل بها على الرغم من كونها معوقة , فمن الممكن اختزالها في المنطقة الفاصلة بين الوعي و اللاوعي , بكلمات أخرى , عندما لا تكون قادرا على الإقلاع تماما عن عادة معينة , فمن الممكن التقليل من الإعتماد عليها , وهذا يعني عدم القلق عندما تجد نفسك تقرأ بصوت منخفض بين حين لآخر , حيث أنها عادة منتشرة بين الكثير من الناس ,وكل ما عليك أن تفعله هو أن تقلل من اعتمادك عليها إذا كان الهدف هو فهم المادة المقروءة .
* استخدام الأصابع للإشارة مع القراءة
لقد ظلت العادة لفترات طويلة ينظر إليها على أنها مشكلة , وذلك بسبب فهمنا الخاطئ لها و تصورنا أنها تتسبب في إبطاء سرعة القراءة .
الآن وقد عرضت من خلال قراءتك أن استخدام الأصابع كدليل للقراءة , يمثل طريقة ممتازة للمساعدة على التركيز .
الخوف الوحيد هو أن تحد اليد من مجال الرؤية , و الحل في هذا الصدد يكمن في استخدام أداة رفيعة لزيادة سرعة القراءة بدلا من الإصبع .

* التراجع أو إعادة القراءة
هناك تشابه بين المشكلتين على الرغم من أن كل منهما له طبيعة مختلفة , فالتراجع هو عودة مقصودة إلى كلمات سبق قراءتها أو فقرات أو جمل تشعر بأنك لم تستوعبها بالقدر الكافي .
حيث يشعر عديدون لأنهم يجب أن يعيدوا ما قرأوه لكي يفهموه . أما مشكلة إعادة القراءة فهي تمثل نوعا من الخداع البصري غير الواعي حين تعود لكي تقرأ كلمة أو جملة أو فقرة انتهيت من قراءتها , و عادة لا تدري أنك تقوم بذلك .
إن التراجع أو إعادة قراءة ما سبق قراءته تزيد من مرات توقف العين لإلتقاط الكلمات خلال القراءة , الأمر الذي يجعل القراءة بطيئة , و جدير بالذكر أن هاتين العادتين غير ضروريتين , فلقد أثبتت الدراسات التي أجريت على عادة القراءة أن من أكدوا أنهم كانوا بحاجة إلى العودة إلى كلمات أو مقاطع لم يشهد فهمهم للمادة المقروءة زيادة كبيرة و ذلك مقارنة بمدى فهمهم الذي تم عند عدم إعادة القراءة .
إن المشكلة ليست في الفهم بقدر ما هي مشكلة في ثقة الإنسان في قدرته العقلية , و الطريقة التي يمكنك اللجوء إليها للتخلص من هاتين العادتين أو للحد منهما طريقة ثنائية المحاور .
أولا - أن تعمل جاهدا على ألا تعيد قراءة ما تعتقد أنك نسيته .
ثانيا - أن تزيد بالتدريج من سرعة قراءتك , و أن تحافظ على إيقاع القراءة بعينيك .
وسيؤدي ذلك إلى تقليل فرصة إعادة القراءة أو التراجع للخلف أصعب من المعتاد , و من ثم ستزيد قدرتك على الإستيعاب .
إن كل مشكلات القراءة التي سبق ذكرها , ستكتشف بعد التعامل معها أنها ليست بهذه الصعوبة التي يتصورها معظم الناس , بل إنها مجرد عادات يمكن تعديلها , بل و الإستفادة منها بعد ذلك .
القراءة السريعة
توني بوزان
Comments