top of page
Post: Blog2_Post

بناء الثقة في مجال الأعمال و الحياة

  • Writer: Maan Bayya
    Maan Bayya
  • Mar 30, 2019
  • 6 min read

بناء الثقة في مجال الأعمال و الحياة


الثقة هي أحدى القيم الإنسانية الجوهرية , و التي يفهمها كل إنسان , مثل الحرية و الرغبة و الحب و الإصرار , و لكن المسألة هي في كيف نفهم الثقة ؟ , و الأهم من كل ذلك , هو كيف نستطيع بناء الثقة .

و يتجلى نقص الثقة في مجال الأعمال و الشركات , و تحاول كل الندوات و الورشات المشتركة , في إبراز جميع أنواع المهارات و المواقف الحافزة , و لكن الذي يجعل الشركات تترنح و تداعى في الإنفراد عن قوى السوق , و المنتجات السيئة , و الإدارة العاجزة , هو نقص الثقة .

و أغلب الشركات التي تعمل في شكل أفضل , هي الشركات التي تكون الثقة و الإنسجام يبدأ من سلطتها العليا , ثم تنساب مع بقية أرجاء المنظمة , إن الهدف هنا هو مساعدة الناس على بناء الثقة , و تأسيس علاقات في العمل و الحياة , تكون أساس هذه العلاقات هي الثقة .



إن المشاكل في مجال الأعمال و العلاقات الشخصية , و المواقف التي يمكن للمرء أن يجابهها , كل هذه الأمور متصلة في ما بينها , بل هي أبعاد عملية لعالم الفرد الإجتماعي , و العلاقات الإنسانية في هذا العالم هي الأولوية الأساسية , و ما يعمل على ربط أقوى العلاقات في ما بينها , يمكن أن يسمى الثقة الإصيلة .

إن مشكلة الثقة وجود أمور متشابهة , و وجود أمور مختلفة , و إذا سئلنا ما هي الثقة , سوف نجد أنفسنا في حيرة من أمرنا , الثقة شعور لا يمكن وصفه , و لكن الثقة ربما هي معرفتك و توقعك أن الشخص الآخر أو الطرف الآخر , هو على استعداد للقيام في كل شيء من أجلك , و لكن السؤال الأهم , هو كيف نستطيع خلق الثقة ؟ , و كيف نعمل على بناء الثقة في ظروف إنعدام الثقة ؟ , و كي نفهم الثقة , ينبغي علينا أن نكون قادرين على بناء الثقة , في ممارستنا اليومية و علاقاتنا , و أن نعمل على تطوير مؤسسات تكون فيها هذه الممارسات و العلاقات , ليست ممكنة فقط , بل يجب أن تكون ممارسات إلزامية من جهة آخرى .


و في مجال الأعمال يجب أن تكون المحادثات بين الطرفين , هي محادثات حقيقية لا نفاق فيها , و لا وجود إلى أي نوع من الشك و الريبة و الإذعان , و قد تكون مشكلة الثقة قبل كل شيء , هي مسألة طريقة فهم الثقة , و حتى هذا الفهم إلى مفهوم الثقة , ليس له معنى , إلا من خلال تطبيقه يوم بعد يوم , حتى مع روتين الحياة اليومي , و ما في هذا الروتين من رتابة , إن الثقة هي طريقة في الوجود , و الثقة عند المنظمات و الأمم , هو في تطوير مؤسسات الثقة , حيث يشتبك الناس في علاقات , سواء كانت هذه العلاقات , هي علاقات صداقة أو زواج أو شراكة عمل .

إن سوء فهم الثقة يرجع في الأصل , إلى الممارسات التي يقوم بها الفرد , و هذه الممارسات هي التي تزرع عدم الثقة , و نحن نميل إلى التفكير في الثقة , إن الثقة هي شيء ساذج و بسيط , و نحن نفكر أيضا أن الثقة هي شيء ساكن و راكد , مثل ثقة الأبناء في آبائهم , و عندما تُفقد هذه الثقة , هنا تبدأ المشكلة , في هيكل بناء العائلة .

و نحن أيضا في بعض الأحيان نخلط بين الثقة , و الثقة العمياء , و حتى نحن نرفض النظر في أي أدلة , تبين أن المرء يجب أن لا يكون شديد الثقة , إن الثقة التي يطلبها بعض مدراء الأعمال , هي الثقة العمياء , و لكن نسى هؤلاء المدراء أن الثقة العمياء , سوف تكون رد فعل إلى عدم الثقة أصلا , و سوف تكون هناك قفزة إلى أقصى الطرف المقابل , في موقف (أنا أثق بك) , إلى (انا سوف أثق في كل ما تقول و تفعل) , و هذا الميل من الإنتقال من عدم الثقة إلى الثقة العمياء , قد يشكل أحيانا دراسة نفسية رائعة , و لكن في أغلب الأحيان ينم هذا الفعل عن سذاجة , و عن نقص إدراك كافي للنفس .


إن الثقة قد تبدو غير مشروطة أحيانا , و قد تكون الثقة مشروطة أحيانا آخرى , و الثقة غير المشروطة تنزع إلى أن تكون في النهاية مفتوحة الخيارات , و قد تكون أحيانا آخرى مقيدة في مهمة واحدة أو تعهد واحد , مثل الثقة في الطبيب الجراح الذي يجرى عملية في الدماغ , و مع ذلك يوجد معنى آخر للثقة غير المشروطة , و هي المعنى الأكثر اصالة , و هو انفتاح ملتزم أكثر منه مجرد نقص في التمييز , إن الثقة في شخص ليس معناه القول , (أي شيء يصلح أو ينفع) , لكن المعنى هنا , هو بقاء ردود فعل و رغبات و توقعات الإنسان قابلة للتفاوض , و لا وجود إلى أي عقبة خاصة أو خيبة أمل , قد تؤدي في مثل هذه الثقة إلى الإنتهاء , لأن ذلك النوع من الثقة , يكون متوقف على علاقة أو قضية أو ممارسة , و هذه الممارسة في حد ذاتها مفتوحة الخيارات في النهاية , و أنت الذي تقرر .


نحن في احيان كثيرة نخلط بين الثقة و الألفة , و لكن تستطيع الألفة أن تكون شرط ضروري للثقة , و لكن يمكن أن تكون الألفة ليست شرط كافي للثقة أيضا , قد يمنح الشعور في الألفة قوة دافعة للثقة , لكن الألفة لا يمكن أن تكون مسوغ للثقة , و المرء في مجال الاعمال يتعلم أن الألفة , هي غالبا أساس سيء للثقة .

إن الدمج في سهولة بين (الثقة) و (جدارة الثقة) , على اعتبار أن هاتين الكلمتين هما وجهين لعملة واحدة , هذا الأمر ربما يكون صحيح , لكن سرعان ما ينزلق إلى الدعوى أن السبب الوحيد للثقة في شخص ما , هو في كون هذا الشخص جدير في الثقة , و على نحو مماثل نميل نحن إلى الافتراض , أن الشخص الجدير في الثقة , في الإمكان الوثوق به , لكن ينبغي علينا أن لا نفرض , أن علاقة الثقة تتضمن (الثقة) و (جدارة الثقة) في نفس الوقت , و إذا أردنا تبسيط ذلك , نحن نقول نستطيع أن نثق في شخص ما لسبب معقول , و لكن دون أن يكون هذا الشخص جدير في الثقة , على سبيل المثال , عند الثقة في طفل تعلم بعض المهام و المسؤوليات , نحن هنا نثق في هذا الطفل في تلك المهام و المسؤوليات , و لكن هذا الطفل ليس جدير في الثقة في أمور آخرى .


إن مفهوم الثقة الأصيلة , يتضمن أمرين هما :

1 - المعرفة في هوية المرء نفسه .

2 - المعرفة في علاقات المرء مع الآخرين .

أن هويتنا و ممارساتنا تتغير حسب ظروفنا , و حسب إلتزاماتنا مع الآخرين , و إن الأفراد الذين يثق أحدهم في الآخر في صورة أصيلة , هؤلاء الأفراد يعيشون في عالم أكثر حيوية و نشاط و مغامرة , عن كثير من الأفراد غيرهم , و الأفراد داخل المنظمة , و التي تكون الثقة فيها بين الأفراد , هؤلاء الأفراد يعملون في محيط أكثر غنى , و أكثر مرونة , و أكثر ابتكار , كل ذلك يؤدي في شكل مؤكد إلى إزدهار المنظمة و تطورها , و بناء الثقة معناه التفكير , في الثقة في طريقة إيجابية و صحيح أن الثقة تحمل معها في الضرورة عدم اليقين , و لكن ينبغي أن نجبر أنفسنا على التفكير في عدم اليقين هذا , أنه عبارة عن إمكانية أو مناسبة , و ليس عائق أو حاجز .


و عند الحديث عن الإنتقال من الثقة البسيطة إلى الثقة الأصيلة , يمكن القول هنا , أن الثقة البسيطة غير تأملية , و الثقة العمياء تخدع نفسها , و الثقة الأصيلة هي تأملية و أكثر إنسانية و صدق مع نفسها و مع الآخرين .

إن جميع أنواع و أشكال الثقة , تتضمن الاعتماد على الأشخاص الآخرين , و هي أيضا تتضمن المخاطرة و الهشاشة , عند التعرض إلى ظروف وممارسات , قد تم بناء هذه الممارسات على مدار سنوات طويلة , ثم تتغير تلك الممارسات , و كل أشكال الثقة تتضمن العلاقات و التفاعلات مع الآخرين .

و عملية بناء الثقة الأصيلة , ليست مجرد مسالة إكراه و اجبار و جزاء من المجتمع أو المنظمة , و هي ليست مجرد جو ثقافي , أو مسألة علم نفس فردي , أو مسالة الطبيعية الإنسانية , لكن يجب أن تكون الثقة الأصيلة مسألة اختبار حي للضمير , و الفيلسوف الالماني (جون فخته) , و الذي ألح على أن نوع الفلسفة , و الذي يتبناه المرء , يعتمدا على نوع الشخص نفسه , و نحن نؤمن أن الفلسفة تقيم الفرق , و الإيمان في التعهدات الإنسانية على النجاح , هي أول خطوة ضرورية , في جعل انفسنا أشخاص جديرين في الثقة .

 
 
 

コメント


Subscribe Form

Thanks for submitting!

00962786420324

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn

©2018 by Maan Bayya Educational Website. Proudly created with Wix.com

bottom of page