طاقة الحياة

* البداية

إن معنى الطاقة في البداية , لم يكن منفصل عن معنى الحياة , و هناك إشارات هامة تقدمها لنا الإختلافات بين الكائن الحي , و الكائن الميت مثل , الحركة , التنفس , خفقان القلب , الإحساس , النمو , و لا تزال هذه الإختلافات ذات شأن كبير , في النسبة إلى مفهوم الحياة و الموت .

* قصة الطاقة الحية

نشأ المفهوم الحديث عن الطاقة في القرن التاسع عشر , و ذلك نتيجة الثورة الصناعية , إلا أن جذور هذا المفهوم يعود إلى بلاد الإغريق , و اعتقد أتباع (أبقراط) و الإغريق في مفهوم الصحة الإيجابية , أي يمكن للصحة أن تتحسن , علاوة على ذلك إنعدام المرض , بما يضمن خير و سعادة الإنسان , أما الطب الحديث يعتني في مفهوم الصحة السلبية , أي المرض , و كيف نستعيد العافية و الشفاء من المرض , و أكثر من تقديم العون , كي نشعر في غاية الغبطة والسعادة , و اعتنى أتباع (أبقراط) في نظام , أو نمط حياة يستلزم في حالة الصحة والمرض توازن صحيح للغذاء و التمارين , و قد قدرت أهمية التمارين في النسبة للصحة البدنية و العقلية , و تم إنشاء الملاعب حيث كانت التمارين تمارس على أساس اجتماعي , و أفكار أرسطو في علم وظائف الأعضاء و الطاقة , و استمدت من التغذية و الحرارة و الروح الحية , و كانت أمورا بالغة الأهمية في النسبة لهذه الأفكار , و كان القلب مركز الجسم و منشأ الوعي و أداة الروح , و مصدر الحرارة , النفس و الدم و الحركة لبقية الجسم , و النفس كانت مادة مثل الهواء أو الروح , و تحتوي على الحرارة الحيوية , و التي كانت دائما في حركة سريعة , و لذلك كانت مصدر لكل من الحرارة و الحركة داخل الجسم .

* آلية الحياة

أجسامنا هي آلة من أجل الحياة , و هذا الجسم منظم من أجل ذلك , و تلك هي طبيعة هذا الجسم - نابليون كتاب الحرب و السلم .

هل الإنسان آلة ؟ , هذا السؤال قديم جدا , و قد تغير معنى هذا السؤال في بطء , لأن مفاهيمنا عن الإنسان و الآلة قد تطور , و علينا أن نطرح السؤال مرة آخرى , في هذا العصر الجديد , و خاصة عصر الهندسة الوراثية , و الاستنساخ , و الكمبيوتر الذكي , و الإنترنت , أصبح مفهومنا عن الآلة الآن أكثر من وسيلة ميكانيكية مصنعة من المعدن , و أصبحت تعني آلة مكونة من برامج و برمجيات , و ربما كائنات حية أعيد تصميمها , كي تقوم في مهام محددة .

إن الشيء الذي يساعدنا أن نفهم ما نعرفه عن طاقة الحياة , و سوف ندخل مملكة الخلية الحديثة , و عالم البيولوجيا , و هو علم من أكثر العلوم نجاحا في الوقت الحاضر , و ربما من انجح الأنشطة الثقافية في المجتمع المعاصر , و تقول البيولوجيا الحديثة أن الجسم مكون من كمية و تشكيلة واسعة من الآلات الجزيئية , و الخلية عبارة عن مدينة مزدحمة و شاسعة , و لا يمكن معرفة حياتها في صورة أو في جانب علمي واحد .

* سرعة الحياة و الموت

هناك كما يبدو علاقة غامضة , و لكن هذه العلاقة هي أساسية بين الطاقة و الزمن , و نحن مثل الأفراد عندما نكون في طاقتنا الكاملة , يبدو و كأن الزمن يمضي في سرعة , و لكن إذا افتقرنا إلى هذه الطاقة , نشعر كأن الوقت يمر في بطء و ممل , و إن إجمالي تشكيل الطاقة لدى الإنسان أو الحيوان , و يدعى (معدل سرعة الاستقلاب) , و يقاس هذا المعدل في مقدار الحرارة التي يشكلها الجسم , أو مقدار الأوكسجين الذي استهلكه , و إن معدل سرعة الاستقلاب هي خاصية أساسية للكائن الحي , لأن هذا المعدل يحدد مقدار الطاقة , و التي على المخلوق الحي أن يصرفها من أجل استعمال العضلات و النمو و الإنجاب , إضافة إلى مقدار الطاقة التي يحتاجها من الطعام كل يوم , و سرعة الاستقلاب لها تأثير كبير على البنية و السلوك و نمط الحياة .

* زيادة الوزن و الحفاظ على الرشاقة

في هذه الأيام يصيب القلق الجميع تقريبا , و السبب في ذلك هو زيادة الوزن , السكر و الدسم هما المصدران الاختياريان , و الذان يزودان الجسم في الطاقة , و الانتقال بين هذين المصدرين للطاقة , تعتبر عملية أساسية في التغذية و الجوع و التمرين و التعب , و كذلك في الأحوال الشديدة للبدانة , و الانتقال بين هذه الاوضاع يُنظم من قبل هرمون الأنسولين و الأدرينا لين , أما ارتفاع و انخفاض نسبة السكر داخل الجسم , هذه أمور تشكل خبراتنا اليومية حول التعب و الجوع و الإثارة , و زيادة النشاط و التوتر و البدانة , هي أمور تمثل العوامل الرئيسية في طاقة الجسم .

* الطاقة العقلية

ما هي الطاقة العقلية ؟ , إن الصفات الضرورية المطلوبة للنجاح في العمل و الحياة , هي الدافع و الجراة , و الحافز , و الديناميكية , و الطموح و الحيوية , و الثقة و القدرة على التركيز , و العمل بلا توقف , و التفكير على نحو سريع و ترابط منطقيا , كل هذا في اختصار هو الطاقة العقلية .

* الطاقة الدماغية

طبيعة العقل هو اصعب لغز يواجه البشرية , و هذا اللغز له خصائص ضخمة تعود إلى آلاف السنين , و تمتد من مراكز الدماغ إلى حدود الكون , و التي سببت دوار و اكتئاب لدى معظم الفلاسفة و المفكرين , لكن هذا الفضاء اخترقته عدة إشعاعات من المعرفة , و التي ساعدت العلماء في فهم كيفية تنظيم طاقة العقل .

على الرغم من أننا ربما لا نعرف ما هو العقل , إلا أننا نعرف الكثير عن الدماغ , و الذي يتألف من شبكة معقدة من الاعصاب التي تشبه الأسلاك الكهربائية , و التي تمتد مثل الأفعى خلال كتلة من المواد الكيميائية .

* المزاج و الجنون و الطاقة الإبداعية

ما الذي يجعل بعض الناس نشطين , و يجعل بعض الناس الآخرين مرهقين في صورة دائمة , و لماذا نكون أحيانا في كامل طاقتنا الإبداعية ؟ , و لماذا يكون أشخاص آخرين في حالة من الإكتئاب و القلق ؟ , هل الإبداع هو حالة مشابهة للجنون ؟ , و هل يُولد الأنسان في حالة نشاط , أم أن هذا النشاط يكتسبه الإنسان من خلال التجارب و الخبرات ؟ , و هل يستطيع أي مجتمع أن يزيد من طاقة أعضائه ؟ .

- المزاج و الصحة

تقع هناك مملكة عميقة جدا تحت الحياة اليومية , و تحت العالم المظلم للإكتئاب , حيث كل شيء منعزل و صامت بلا حدود , من أين تأتي القدرة على العمل المبدع و الخلاق ؟ , و لماذا تظهر الأفكار العظيمة كانها تأتي من مكان مجهول ؟ , نحن نحتاج إلى بعض الإبداع في حياتنا و عملنا , نحن نحتاج إلى شيء يبعدنا عن كل ما هو عادي في حياتنا , و لكن ماذا نستطيع أن نفعل عندما تتخلى عنا الطاقة الإبداعية ؟ , و هذا الامر يُلقي ضوء ساحر على العلاقة بين الإبداع و الطاقة داخل الدماغ , و أن العبقرية غالبا ما تكون مرتبطة في الخيال الشعبي مع الجنون , و عبارة فكرة عبقرية مجنونة , هي عبارة عن هذا الخيال الشعبي .

طاقة الحياة

غاي براون