علم الأخلاق
- Maan Bayya
- Jan 12, 2019
- 5 min read
علم الأخلاق تم البرهنة عليه على النهج الهندسي في خمسة أقسام , و تبحث هذه الأقسام الخمسة في التالي :
1 - الله
2 - أصل و طبيعة النفس
3 - أصل و طبيعة الإنفعالات
4 - عبودية الأنسان أو قوى الإنفعالات
5 - قوة العقل أو حرية الإنسان
* الله
- بديهيات
1 - كل ما يوجد إنما يوجد في ذاته , أو يوجد في شيء آخر .
2 - إن ما يتعذر تصوره في شيء آخر , لا بد من تصوره في ذاته .
3 - إذا وجدت علة معينة , ينتج عن هذه العلة معلول ما , و على العكس , و إذا لم توجد أي علة , لا يمكن أن ينتج أي معلول .
4 - تتوقف معرفة المعلول على معرفة العلة .
5 - الأشياء التي لاتتفق مع بعضها البعض , لا يمكن معرفة بعضها البعض , في معنى أن تصور بعض الأشياء لا ينطوي على تصور الأشياء الآخرى .
6 - لا بد أن تكون الفكرة الصحيحة مطابقة إلى الموضوع الذي تمثله هذه الفكرة .
7 - كل ما يمكن تصوره على أنه غير موجود , إنما ماهية هذا التصور لا تنطوي على وجوده .
- قضية 1
طبع الجوهر يتقدم على أعراض و ظواهر ذلك الجوهر .
- البرهان
من خلال تعريف البديهيات رقم 3 و 5
- القضية 2
الجوهران اللذان يملكان صفات متباينة , إنما هما لا يتفقان في شيء .
- البرهان
ذلك بديهي من خلال التعريف 3 , لا بد لكل جوهر أن يوجد في ذاته , و يُتصور في ذاته , في معنى أن تصور أحداهما لا ينطوي على تصور الآخر .
- القضية 3
إذا لم تتفق أشياء بعضها مع بعض في شيء ما , فإن لا يمكن إلى بعضها أن يكون علة إلى البعض الآخر .
- البرهان
إذا لم يتفق بعضها مع بعض في شيء ما , و إنه لا يمكن إذا حسب البديهية رقم 5 , معرفة بعضها في البعض الآخر , و هكذا حسب البديهية رقم 4 , إن بعضها لا يمكن أن يكون علة إلى بعضها الآخر .
- القضية 4
يتميز شيئان متباينان أحداهما عن الآخر , أو أشياء متباينة كثيرة بعضها عن بعض , إما في تنوع صفات الجوهر لكل منها , أو تنوع أعراض جوهر هذه الأشياء .
- البرهان
كل ما يوجد إنما يوجد في ذاته أو في شيء آخر , حسب البديهية رقم 1 , و في معنى آخر , أنه لا يوجد شيء خارج العقل , عدا صفات و جوهر الأشياء .
- القضية 5
لا يمكن أن يوجد في الطبيعة جوهر شيء , أو مجموعة جوهر الشيء من طبيعة أو صفة واحدة .
- البرهان
لو وجدت عدة انواع من جوهر شيء و تكون متميزة بعضها عن بعض , إما في تنوع الصفات أو في تنوع الأعراض , البرهان حسب القضية السابقة .

* في طبيعة و أصل النفس
- أنا أفضل كلمة (تصور) على كلمة (إدراك) , و لأن كلمة إدراك قد تفيد أن النفس تكون منفعلة إتجاه موضوع ما , بينما تعبر كلمة تصور على فعل نفسي .
أعني في الفكرة التامة (ideam adacquatam) هي الفكرة التي إذا ما اعتبرت في حد ذاتها , و في غض النظر عن الموضوع , تملك كل الخصائص أو العلامات الباطنية المميزة إلى الفكرة الصحيحة .
- الشرح
أقول الباطنية استبعادا إلى العلامة الخارجية , أي إلى التطابق بين الفكرة و الموضوع الذي تمثله .
- الديمومة
(Duratio) هي الاستمرار اللامحدود إلى الوجود .
- الشرح
أقول اللامحدود , لأن ذلك يتعذر تحديدها أبدا في طبيعة الشيء الموجود , لا في العلة الفاعلة التي تضع في الضرورة وجود الشيء , و أيضا لا تبطل وجود ذلك الشيء .
- مجموعة بديهيات
1 - لا تنطوي ماهية الإنسان على الوجود الضروري , أي أنه يجوز وفق نظام الطبيعة , أن يوجد هذا الإنسان أو ذاك , أو أن لا يوجد .
2 - الإنسان يفكر .
3 - لا يوجد من أنماط التفكير , مثل الحب و الرغبة , أو كل ما يمكن أن يطلق عليه انفعالات النفس , إلا إذا وجدت لدى الشخص نفسه فكرة موضوع الحب و الرغبة , لكن يمكن أن توجد الفكرة دون أن يوجد أي نمط آخر من التفكير .
4 - نحن نحس و نشعر في أن الجسم يتأثر في طرق عديدة .
5 - نحن لا نحس و لا ندرك من بين الأشياء الجزئية غير أجسام و أنماط فكرية .
إن ما يقصد به عامة الناس , في القدرة الإلهية هي إرادة الله الحرة , و حق الله على جميع المخلوقات و الموجودات .
* أصل و طبيعة الإنفعالات
إن معظم الذين كتبوا عن الإنفعالات , و عن سلوك الإنسان في الحياة , يبدو انهم يعالجون أمورا خارجة عن الطبيعة , و ليس أمورا تسير وفقا إلى قوانين الطبيعة العامة , بل يبدو انهم يتصورون الإنسان في الطبيعة كما لو كان دولة داخل دولة , و فعلا إنهم يعتقدون أن الإنسان يخل في نظام الطبيعة , أكثر مما يمكن في نظام الطبيعة أن يقود الإنسان إلى هذا النظام .
* عبودية الإنسان أو قوى الإنفعالات
يمكن تسمية عجز الإنسان عن كبح الإنفعالات و التحكم بها (عبودية) , و الإنسان الذي تقهره الإنفعالات , لا يكون هو مسؤول عن نفسه , بل يخضع إلى قدرة و قوة القدر .
حتى الإنسان غالبا ما يجد نفسه مجبرا على القيام في الأسوأ , و هو يرى أنه الأفضل , و لقد رأيت أن أفسر هذا الوضع , من خلال الرجوع إلى علة هذا الوضع , و أن اوضح ما يستحسن و ما يستقبح من الإنفعالات , لكن لابد من بعض الملاحظات حول الكمال و النقص و الخير و الشر .
و أي شخص عزم على إنجاز عمل و أكمل هذا العمل , يعتبر هذا العمل كاملا , ليس من المنظور الشخصي فقط , بل أيضا من منظور كل من يعلم جيدا أو يظن أنه يعلم , و التفكير في من أنجز هذا العمل , و ما هي الغاية و الهدف من هذا العمل .
* قوة العقل أو حرية الإنسان
في علم الأخلاق حيث يتعلق الأمر في المنهج أو الطريق إلى الحرية , يتم البحث عن قوة العقل
(potentia rationis) و مدى تحكم قوة العقل في الإنفعالات , ثم ما هو المقصود في حرية النفس أو الغبطة و السرور , ثم مدى تفوق الحكيم على الجاهل , أما عن كيفية السمو في الذهن (Intellectus)
إلى مستوى الكمال و السبيل إليه , و هذا الأمر لا يهم الكُتاب و المفكرين , و أيضا لا يهم عندهم فن رعاية الجسم , في ما يسمح إلى هذا الجسم من القيام في وظائفه على أحسن حال , و هذه المسألة من اختصاص الطب , و المسألة الآخرى من اختصاص المنطق .
و الطبيعة لها دور في ذلك , على سبيل المثال , الطبيعة قامت في عمل اقتران بين كل إرادة من إرادات النفس في حركة معينة من حركات الغدة الصنوبرية , و إذا أردنا النظر إلى جسم بعيد , هذه الإرادة سوف تجعل بؤبؤ العين يتوسع , و لكن عندما نقوم في التفكير فقط أنه ينبغي على بؤبؤ العين أن يتوسع , هنا لا جدوى من هذه الإرادة , في سبب أن الطبيعة لم تقم في عمل اقتران بين الإرادة و حركات الغدة , و لا يتوسع بؤبؤ العين في هذه الحالة .
و انفعالات النفس (passion de l'a^me) , هنا نستخلص أن النفس مهما كانت ضعيفة , لا تكون عاجزة إذا تم التحكم في النفس , و توجيه هذه النفس , يمكن في هذه الحالة السيطرة على الإنفعالات سيطرة تامة .
علم الأخلاق
باروخ سبينوزا
コメント