كيف تتحدث من القلب ؟
- Maan Bayya
- Dec 21, 2018
- 7 min read
إن القلب له أسباب لا تعرف المنطق - بليز باسكال .
- كلمات أكثر إلى مشاعر أكبر
إذا كنت لا تجد صعوبة في التعبير عن مشاعر الحب و الغضب و الخوف لديك , تبقى هناك عدة نقاط مهمة تشكل تحدي كبير في النسبة لك , و هي التالي :
1 - قول جُمل مؤثرة و ذات معنى .
2 - تقديم الاعتذار عن أي خطأ قمت به , و في كل صدق , و يكون الاعتذار نابع من القلب .
3 - التعبير عن الشكر و التقدير و الاحترام .
4 - تقديم التشجيع الصادق و المساعدة إلى الآخرين .
5 - إرسال التهاني القلبية المناسبة إلى الآخرين .
6 - طلب خدمة أو مساعدة من الآخرين , و تقديم الشكر من القلب على هذه الخدمة .
7 - توجيه دعوات إلى الآخرين , و تكون هذه الدعوات صادقة , و صادرة من القلب .
8 - تقديم و جهة النظر المقنعة في كل صدق و إخلاص .
9 - التعاطف الصادق و غير المزيف , أو التعاطف الاكثر إقناع مع الآخرين .
10 - البقاء على تواصل دائم مع الآخرين .
- كيف تتحدث من القلب مع أطفالك
هناك طرق سليمة تستطيع فيها من تقديم النصائح إلى أطفالك , و ذلك خلال الحديث معهم حول الامور الدراسية , و الأمور العاطفية الحساسة , ومع الاخذ في عين الاعتبار , خلال الحديث مع الطفل , من إظاهر عاطفتك و مشاعرك الصادقة إتجاه أبنائك , و الأمر الأكثر أهمية أن يكون حديثك مع طفلك نابع من القلب , و أن يشعر الطفل أن هناك عائلة و أبوين , يقومون على حمايته و رعايته في شكل صحيح , و أن يراعي الأبوين خلال الحديث مع الأبناء , بعض الأمور المتعلقة في النقاط التالية :
1 - في حالة إظهار الغضب .
2 - في حالة إظهار الاهتمام .
3 - في الحديث عن حالة الوفاة .
4 - في الحديث عن حالة الطلاق .
5 - في حالة الحديث عن العواطف
6 - في حالة الحديث عن الكحول و المخدرات .
7 - في حالة الحديث عن القيم و الاخلاق .
8 - في حالة الحديث عن الجنس .
* اكتشف طريق قلبك
كن أنت فقط , لا تفكر كثيرا , قل فقط أي شيء يخطر في بالك , لا تراقب نفسك , بل دع مشاعرك تكن هي دليلك , و عندما يحين الوقت سوف تسعفك أو تساعدك الكلمات , إن عالمنا مليء في النصائح السيئة , و كل الآراء مبنية على الاعتقاد , في أن مجتمعاتنا و ثقافاتنا يقدرون التلقائية و العفوية و البساطة , أكثر من أي شيء آخر , و نحن نسلم جدلا في أن التعبير العفوي , هو شكل التواصل الأكثر مباشرة , و أن التواصل الأكثر مباشرة هو في الضرورة الأكثر صدقا .
و نتيجة إلى الكلام السابق , نحن هنا نساوي بين الحديث الطائش و الحديث الصادق , و إذا أخذنا هذا الأمر إلى الخطوة التالية , و هي أن الحديث الأكثر صدقا هو في الضرورة الحديث الأفضل , و ينبغي عندئذ أن نستنتج في أن الحديث الأفضل , هو الحديث الأقل تفكيرا , و في الواقع كلما قل التفكير في ما سوف نقول من كلام , كان هذا الأمر أفضل .
إن اللغة كما يخبرنا بها علم اللغويات و علم الفلسفة و علم الاجتماع و علم النفس , هي في النهاية ما يتميز بها الإنسان عن الكائنات الآخرى في مملكة الحيوان , و اللغة هي في التأكيد الوسيلة التي نتمكن في واسطتها التعبير عن معظم حاجاتنا , و في معنى اوسع اللغة هي التي نستطيع في واسطتها تلبية تلك الحاجات , و اللغة و في أية طريقة ننظر إليها مركزية في كل شيء نرغب في تكوينه و نتمناه , و هل يجب أن نكون راغبين إلى هذه الدرجة في التنصل من مسؤولية اللغة و التحكم بها من خلال حديثنا ؟ .
لا حاجة في تضيع الوقت في الإجابة عن هذا السؤال , من الواضح أن هذا السؤال سؤال متكلف , و لكن النقطة الأساسية هي في اللغة الصادقة , و اللغة الفاعلة و النابعة من القلب , و هي اللغة التي لا تتطلب الاستغراق في الفكر , و التفكير في المفردات و الكلمات , و لكن كلما كان التفكير أعمق و الخيال أوسع في أي شيء نقوله , هنا يمكن أن يكون هذا الكلام أكثر صدقا و فاعلية و اكثر إحساس , و نابع من القلب , و كلام صادق .

* و لا أية كلمة آخرى
انهى عالم النفس (ألبرت مهرابيان) في عام 1971 دراسة حول طبيعة الإقناع , و قد وجد أنه عندما يقوم المستمعون , في محاكمة عقلية إلى المحتوى العاطفي في حديث المتكلم , هم يعطون الوزن الأكبر إلى تعابير وجه المتكلم و حركاته , أي لغة الجسد , و قد كان (ألبرت) قادر على تحديد هذا الوزن , في ما يعادل 55% , أي أنه وجد أن 55% من قوة المتكلم على الإقناع , و تأثير المتكلم تعتمد على إيحاءات مرئية , لا إيحاءات لفظية .
و هذا الاستنتاج القوي , يجعل أن نسبة 45% فقط من فاعلية الحديث , تأتي من خلال الكلمات ؟ , و لكن لا في حقيقة الأمر , لقد وجد (ألبرت) أن العوامل الأهم في تحديد قوة الإقناع من خلال الحديث , و التي تأتي في المرتبة الثانية بعد الإيحاءات المرئية , هي الخصائص اللفظية و ليس الكلمات , بل في نغمة الصوت و طبقة الصوت و براعة الأداء , و هذه مجتمعة تشكل نسبة 38% من فعالية المتكلم , و يصبح المجموع 93% من فعالية الحديث , أما الكلمات نفسها لا تشكل اكثر من 7% من فعالية الحديث .
- لغة الجسد
إن الدرس المستخلص من دراسة (ألبرت مهرابيان) , هو أن أي إنسان يريد أن يتحدث من القلب , و ينقل الأمور المهمة في طريقة صادقة و مقنعة , يجب أن يتوجه دائما إلى النواحي غير اللفظية من الحديث اللفظي , التي هي الحركات و التعابير و نغمة الصوت , و في غض النظر عن الكلمات المستخدمة , أو الكلمات غير المستخدمة , ألا و هي الاهتمام في لغة الجسد .
و يتحدث (فاست) حول سلوكنا المغطى في قناع , و هو الوجه الذي نقدمه إلى العالم الخارجي , و هو الذي نادرا ما يكون وجهنا الحقيقي , و في الواقع يعتبر السماح إلى وجهنا في التعبير عن حقيقة ما نشعر به , أمر غير لائق , لا بل و أمر فاضح و غير اجتماعي , و نحن نتكيف منذ سن مبكرة جدا على وضع قناع على مشاعرنا , من خلال تعابير وجه معينة , و إيماءات جسدية معينة آخرى , و نتيجة ذلك , نحن قد تعلمنا توظيف لغة جسد كاذبة , و هي لغة تخفي في معظم الأحيان أكثر مما تبوح به قلوبنا , و وضح (فاست) أن الدافع الأكبر إلى هذا السلوك , هو الدفاع عن المساحة الشخصية , إلا أن المشكلة هي أن مثل هذا الدفاع ليس فقط غير ضروري في أغلب الأحيان , بل هو نابع من التطور البيولوجي و الثقافي لدينا , لا بل و أكثر ممكن أن يكون هذا السلوك هدام في كل ما تعنيه الكلمة من معنى , و هذا السلوك يجعل منا اشخاص غير صادقين , و خائفين , و أكثر مراوغة , و أكثر تملق , و أكثر نفاق , و أكثر عصبية , أو حتى أكثر خيانة , و كل هذا في نهاية المطاف يسد طريق القلب , و يناقض في شكل مرئي و لا شعوري , كل ما نقوله في شكل لفظي و مدروس .
* الحديث الصريح
إن أكثر اقوال الإنسان ترابط و عمق هي ابسط الكلمات , و هي تحتاج إلى عمل و تفكير دؤوب , من أجل بلوغ هذا المستوى من البساطة الفاعلة , و قد فهم هذا الكلام المهندس المعماري (لودفيغ مايز فاندر روهه) هذا الكلام , عندما لخص الفلسفة الجمالية في العبارة الشهيرة , " الأقل هو الاكثر " , بل قم في التفكير في واحد من أعظم التعابير الراقية في الفكر الإنساني , و التي تم إنتاجها حتى الآن , و هي تعبير (أينشتاين) حول تكافؤ الكتلة و الطاقة , و هي تعبير عن أساس الحقيقة نفسها , و هي تتكون من ثلاثة حروف , هي (E = mc2) , أي أن الطاقة تساوي الكتلة ضرب حاصل تربيع سرعة الضوء , هذه المعادلة ليست مجرد كتابة أحرف قليلة , بل أن العمل الحقيقي كان في جميع التحضيرات ,في إتجاه معرفة ماذا يريد قوله ؟ , ثم في تركيز تلك المعلومات في أفضل صيغة مباشرة , إن العمل الكبير في التحدث من القلب , يبدأ قبل نطق أي كلمة أو قبل كتابة أي كلمة .
* تحويل الاعتذار إلى فرصة
قل إنك آسف , هل تذكر والدتك و هي تقول لك ذلك ؟ , و هل تذكر كم كان قاسيا عصر الكلمات ؟ , و لا يجد الكثير منا ذلك سهلا , و حتى عندما نصبح راشدين في الواقع , إن مخاطر تصرفات الراشدين أعلى من مخاطر تصرفات الأولاد أو المراهقين , من أجل ذلك يصبح الاعتذار أكثر صعوبة و اكثر احراج و مؤلم , و لا أحد يحب القيام في إصلاح الخطأ , و لكننا نعرف جميعا أن ذلك ضروري أحيانا , و أحيانا تقع أخطاء و أحيانا آخرى نرتكب الأخطاء , و في عالم الأعمال ليست المشاكل و الإخفاقات و خيبات الأمل أشياء محدودة , و لن تصبح مثل ذلك أبدا , و لكن قد يزيل اعتذار فعال هذه الكوارث , و يحول هذه الكوارث إلى فرص حقيقية , من أجل خلق علاقة إيجابية مع الزبائن , و لا يهم عملك هنا , و أنت لا تسوق مجرد سلعة , إنما تسوق نفسك أيضا , و تسوق شركتك , و إذا فشلت خدمة محددة في شركتك , ما تزال لديك الفرصة في تسويق نفسك و تسويق شركتك , من خلال إرسال رسالة تؤكد أنك سوف تصلح الامور , و في استطاعتك تحويل عملية إصلاح الخطأ إلى بناء علاقة إيجابية .
* التقدير الصادق و الامتنان
ليس التعبير عن الشكر مجرد فعل يدل على اللطف و الكياسة , بل هو وسيلة تعزيز الفعل الإيجابي , و بناء تنظيم متماسك, و قد عرف علماء النفس السلوكي دائما , أن الإطراء و الشكر هي رسائل أكثر فاعلية في تقوية الفعل المرغوب , بدل استخدام العقاب و التهديد به , و رسائل التعبير عن الشكر هي أداة دعم إيجابي قوية في هذا الأمر .
* التشجيع و التحفيز
يتفق جميع المشرفين و المدربين و المدراء , على أن مفتاح القيادة الفاعلة هو القدرة على تحفيز الآخرين , من أجل تحقيق الأفضل , لكن هذا التوافق سوف يبطل في سرعة , عند البحث في كيفية تحقيق مهمة التحفيز , و الحقيقة إن قلة منا يرتاحون إلى فتح الأحاديث عندما تسير الامور سيرا حسنا , أو من أجل تقديم الإنتقاد البناء و الهادف عندما لا تسير الأمور سيرا حسنا , و نحن نجد انفسنا نقع في التعميمات و الملاحظات التافهة , و نصرخ في طريقة و قوة مدرب الرياضة في مدرسة ثانوية أو ملعب كرة قدم .
و نحن نفشل في أن نكون أكثر دقة , إذ تذهب معظم اتصالات التحفيز في الفراغ , و لا تكون نابعة من القلب , و غالبا لا تشير إلى ظروف محددة , هل تريد أن تقدم مذكرة أو خطاب محفز و مؤثر ؟ , إذن تعمق في ما يجري الآن , و حاول الإبحار في الحالة القائمة , و تحدث عن المشكلة الحقيقية , أو عن فرصة جوهرية , أو عن نصر حالي , تحدث عن شيء محدد و وثيق الصلة في شكل مباشر في المستمعين لك .
كيف تتحدث من القلب ؟
جاك كريفيين
Comments